مقاومة الحشائش
Weed Control
مما سبق في المحاضرات السابقة اتضح أهمية الحشائش في المجال الإنتاجي الزراعي ومدى ما تسببه من نقص وأضرار للأطراف المستفيدة (الإنسان والحيوان) من سموم وغيرها مما يستلزم معه من محاربة الحشائش بالوسائل المتاحة. وتنقسم طرق محاربة الحشائش إلى:
1. منع (الحجر).
2. إبادة.
3. مقاومة.

أولاً: المنع
الغرض الأساسي هنا هو عدم انتقال الحشائش إلى الأماكن والحقول غير المصابة ومنع انتشارها من أماكن وجودها إلى الحقول، وقد يتمثل هذا المنع في إتباع الوسائل التالية:
• استخدام التقاوي النظيفة.
• تنظيف الأدوات والآلات قبل انتقالها من المناطق المصابة بالحشائش إلى الحقول غير المصابة.
• تجنب استعمال ترب أو رمل أو غيره من مناطق مصابة بالحشائش في الأعمال الزراعية بالحقول غير المصابة.
• تجنب التسميد بأسمدة عضوية تحتوي على بذور حشائش حية.
• تجنب تغذية الحيوانات بمواد تحتوي على بذور حشائش حية، حيث يجب في مثل هذه الظروف طحن البذور أو غليها قبل تقديمها للحيوانات للتغذية عليها.
• منع انتقال الحيوان (بعد الرعي) من مناطق أو حقول مصابة بالحشائش إلى أماكن غير مصابة.
• حفظ جوانب الطرق والمجاري المائية من الحشائش.
• محاولة منع أو تقليل انتقال بذور الحشائش عن طريق الرياح والهواء، ويمكن هذا بوضع أو زراعة أسيجة نباتية تكسر حدة تيارات الهواء.
ثانياً: الإبادة
المقصود هنا هو القضاء على الحشائش الموجودة بالحقل قضاءً تاماً (غالباً للأعداد القليلة) ويتضمن هذا:
• قتل المجموع الخضري والجذري للحشائش.
• قتل البذور الموجودة على الأرض وتحت الطبقة السطحية.
يمكن هنا إبادة الحشائش ذات الانتشار المحدود، كما أنه لا يمكن أن يتم هذا في عام واحد مثلاً وذلك لسكون عدد من البذور في الأرض وإنباتها على فترات مختلفة قد تكون أعوام متتالية، والحشائش بعد قلعها عادة تجمع وتحرق رغم أنه إجراء لا ينصح به وقد يكون مكلفاً. ينصح بالعزق المستمر والمتقارب زمنياً وذلك بهدف استنفاذ مخزونها الغذائي (الإجهاد الغذائي Food starvation) في أجزائها الأرضية وذلك بقطع أو حش النموات التي تظهر فوق سطح الأرض قبل تكوينها للمواد الغذائية وانتقالها إلى المجموع الجذري.
ثالثاً: المقاومة
ويتم هذا للحشائش لتقليل انتشارها أو إزالة المنافسة التي تتعرض لها نباتات المحصول من الحشائش أو النباتات غير المرغوبة، وتقاوم هذه الحشائش حينما لا يتم منع الإصابة أو الإبادة لها. وتتوقف الطرق المستخدمة في المقاومة على:
• طبيعة نمو الحشائش أو طرق تكاثرها.
• مكان انتشارها.
• المساحة المصابة وطرق الزراعة المتبعة.
عموماً يمكن تقسيم طرق المقاومة إلى:
1- طرق غير مباشرة
أ‌- الدورات الزراعية.
ب‌- إنتاج واستخدام التقاوي النظيفة.
ت‌- تحسين قدرة المحاصيل التنافسية مع الحشائش.
ث‌- التغطية الصناعية.
2- طرق مباشرة
• طرق ميكانيكية: مثل الاقتلاع باليد ، العزق ، خدمة الأرض ، القص ، الغرق ، الحرق.
• طرق حيوية: مثل استخدام الحشرات والعنكبوت الأحمر.
• طرق كيميائية.
لا تقاوم الحشائش غالباً بطريقة واحدة ولكن تتضمن المقاومة استخدام أكثر من طريقة إذا لزم الأمر مثل استخدام الدورة الزراعية والتقاوي النظيفة مع استخدام العزيق وخدمة الأرض والقلع اليدوي... الخ.
أولاً: الطرق غير المباشرة:
1. الدورة الزراعية: وفيه يتم التبادل بين المحاصيل المزروعة في الحقول سواءً كان تبادلاً زمنياً أو مكانياً أو كلاهما أو طريقة زراعة يجعل من الصعب على أوع معين من الحشائش التأقلم والبقاء سائداً على الأقل. حيث قد يناسب ميعاد زراعة محصول معين وتكراره عدة مرات ظهور وانتشار نوع من أنواع الحشائش، فمثلاً: ينتشر الهيبان والسريس والدحريج والزمير في حالة القمح والشعير وحشيشة الهالوك في الفول. كما يزداد انتشار هذه الحشائش المصاحبة لنوع معين من المحاصيل إذا تكررت زراعته باستمرار في نفس الأرض، ولكن مع الدورة الزراعية وتغيير الظروف البيئية يقل انتشار وتواجد هذه الحشائش. وينصح في مثل هذه الحالة بإدخال محاصيل تعزق ومحاصيل علف غزيرة النمو مع محاصيل الحبوب في الدورة الزراعية.
2. إنتاج التقاوي النظيفة: وهذا يتم على عدة مراحل وهي:
أ‌- انتخاب الحقل الملائم: حيث يفضل الحقل قليل الحشائش ما أمكن، كأن ينظر إلى تاريخ المحاصيل السابقة فيه، وتقدير محتوى الحقل من بذور الحشائش الحية.
ب‌- خدمة الحقل قبل الزراعة: إعداد الأرض لإيجاد وسط ملائم وري الأرض (الحقل) حتى تنبت بذور الحشائش ثم تقتل عند مرحلة البادرات (عمر البادرات).
ت‌- خدمة الحقل بعد الزراعة: وتشمل عمليات مثل: تسميد المحصول ومقاومة الأمراض النباتية والحشرية والحشائش إلى جانب بعض العمليات مثل العزق والرش بالمبيدات العشبية.
ث‌- إعداد التقاوي: والمقصود هو فصل التقاوي الناتجة عن بذور الحشائش آلياً، خاصة في بعض الآلات المتخصصة لذلك.
3. تحسين القدرة التنافسية للمحاصيل مع الحشائش:
أ‌- زراعة المحاصيل (الأصناف) ذات القدرة العالية على المنافسة أو تحمل الظروف البيئية.
ب‌- العزيق أثناء نمو المحاصيل يقلل الحشائش ويشجع نمو المحصول.
ت‌- الزراعة على مسافات أصغر مما يقلل معه من الضوء المتسرب بين المحاصيل والذي قد تستفيد منه الحشائش.
ث‌- العناية بالمحاصيل من ري وتسميد.
4. التغطية: والمقصود هنا تغطية الحقل لمنع وصول الضوء للحشائش وذلك باستخدام بعض المواد غير الحية مثل القش والسماد والورق والبلاستك ... الخ.
ثانياً: الطرق المباشرة:
1. طرق ميكانيكية: مثل أ. الاقتلاع باليد ب. العزق ج. عمليات الخدمة للأرض
د. الحش (القص) هـ. الغرق (الغمر) و. الحرق
- تقلع الحشائش خاصة الحولية وثنائية الحول باليد وذلك إذا تعذر عمل العزاقات كما في الحشائش بين الصفوف في الحقل، وذلك لأن هذه الحوليات لا تنمو مرة أخرى كما هو الحال مع الحشائش المعمرة. كما ينصح بالقلع في الترب الرطبة حتى يخرج أكبر قدر من المجموع الجذري للنبات والبراعم والأجزاء التي قد تنشط مرة أخرى. ويتم هذا في مرحلة النمو الخضري وقبل الإزهار.
- الغرق بالمياه الهدف منه خنق النباتات بعدم توفير الأكسجين وكذلك خنق البذور ومنعها من الإنبات.
- الحرق ويفيد في حرق المجموع الخضري خاصة وهذا يستلزم حرارة متوسطة (في حدود 80 م) ولمدة طويلة (لا يقل عن 20 دقيقة) أو حرارة عالية نوعاً (أكبر من 85م) لمدة 15 دقيقة، والأخيرة أكثر فعالية. ويفيد الحرق في أحد الظروف التالية:
• حرق الحشائش التي قتلت بحشها أو رشها بالمبيدات العشبية.
• قتل المجموع الخضري للحشائش.
رغم أن الحرق إجراء غير عملي (حيث يستلزم ترتيبات وشروطاً فنية) إلا أنه قد يتحقق منه بعض الفوائد الأخرى:
• تنظيف المجاري المائية.
• قتل الحشرات والفطريات التي تعيش على الحشائش.
• القضاء على أجزاء النباتات التي قد تتكاثر بها الحشائش.
• تقليل القش بالأرض الذي قد يؤدي إلى إعاقة العمليات الزراعية.
- العزيق: وهو إما ( أ ) عزق يدوي، قليل التكاليف ويناسب المحاصيل المزروعة على خطوط.
(ب) عزق أو حرث آلي، باستخدام محاريث قرصية أو مطرحية أو قلابة، وقد يتم العزق باستخدام المحاريث الفجاجة لفتح التربة.
وعموماً تعتبر طريقة الحرث مع العزيق الآلي أكفأ الطرق الميكانيكية لمقاومة الحشائش الحولية وذات الحولين والمعمرة.
- زراعة المحاصيل المرافقة كزراعة النجيليات مثل الشعير أو الشوفان مع البرسيم في السنة الأولى للتأسيس يقلل من الحشائش.